انطلقت
اليوم الأحد 6/4/2014 في تمام الساعة العاشرة صباحاً الندوة الدولية الموازية
لملتقى الشارقة للخط في دورته السادسة بعنوان
"تعارف الحرف" بكلية الفنون الجميلة وذلك بحضور سعادة الأستاذ
عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والأستاذ هشام
المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة، حيث ترأس الجلسة الأولى د. فيصل سلطان –
لبنان ، وشارك فيها كل من : د. موليم العروسي- تونس ، د. عاصم الباشا- الأرجنتين/ سوريا،
وتأتي هذه الندوة في سياق الفعاليات المنظمة لإحتفالات الشارقة عاصمة للثقافة
الإسلامية2014 وضمن رؤية التقارب والإنفتاح الحضاري والإسلامي على الثقافات
والفنون العالمية التي تشتغل عليها
الشارقة في إطار مشروعها الثقافي والريادي على مستوى المنطقة، هذا وتسعى الندوة من
خلال أوراق عمل المنتدين إلى تغطية المحاور التالية:الحرف كوسيلة اتصال- انتشار فن
الخط وسع من التعارف بين الشعوب المختلفة- دور الإسلام في نشر فن الخط ليعم العديد
من العواصم- هل هناك وسيلة لتطوير فن الخط ليوسع من رقعة التعارف بين الشعوب- دور
الفنان في خلق لغة جمالية عالمية وموحدة- دور الفنان المسلم في نشر ثقافة جمالية
وبصرية- أين هو موقع الفنان المعاصر ( كخطاط) في الساحة التشكيلية العالمية- تأثير
اللغة في الخط على كونه ( أي الخط ) وسيلة للتواصل- أهم المعوقات التي تحد من نشر
التعارف عن طريق الخط- أهم الخطاطين الذين لهم دور بارز في نشر المعارف عن طريق
الخط.
وكان إختيار الشعار وعنوان الندوة ل " تعارف "
لتكون رديفة لثيمة الملتقى، وخصوصا بعد ما
وصلت إليه أساليب التعارف من سهولة ويسر بعد التقدم الهائل في وسائط الاتصال
والمواقع الاجتماعية، بما يحتويه من أعمال فنية تعرض مستلهمة من هذه الثيمة، يكشف بجلاء عن أهمية الثقافة الإسلامية، والدور الكبير
والعظيم الذي لعبه الإسلام في نشر الخط العربي في مختلف البقاع التي وصلها، جامعاً ذاكرتها في وعاء جمالي كان له دور الريادة في
خلق فن إسلامي يبدع فيه الفنانون من مختلف الأقطار ويطورون، على المستوين
الكلاسيكي والحديث، ويصلون به، أي هذا الفن، إلى مستويات راقية تنافس على احتلال
مكانة مرموقة على خارطة الفنون في العالم.
وقد تحدث د.
موليم العروسي في ورقته عن الخط العربي بما هو مشكلة فنية : " في الأصل كان الخط
الفينيقي والعربي المتفرع عنه جملة من الصور يتوخى ترجمة بعض الأصوات الحروفية. ف H أخذت من رسم الحائط أو التحويطة
التي تتكون من خطوط عمودية وأخرى أفقية، والقاف(Q) أخذت من القرد وهكذا حتى أخذت الحروف شكلها النهائي. وإذا كانت الحروف
قد استقلت وتجردت من الواقع الذي نبعت منه فإنها على الرغم من ذلك بقيت محصورة في
دورها النفعي المرتبط بترجمة الصوت. لذا إذا أردنا أن نبوئها درجة الفن والإبداع
فلا بد لنا من أن نجد لها دورا آخر غير دور المنفعة. من الأكيد أن هذا الدور لم
يكن هو الذي لعبته خلال تاريخها بل حتى عندما ارتفع شأنها عند الملوك في آسيا
القصية والملوك العرب والمسلمين.
فالخط بما هو كتابة لم يكن يحظى بالأهمية التي يتوفر
عليها اليوم. فالكتابة كانت ممارسة ممقوتة عند علية القوم من السياسيين والفلاسفة
والشعراء...فكبار الشعراء لم يكونوا يكتبون بل كانوا يتوفرون على كتبة في مستوى
العبيد يقومون بهذا الدور. لم تكن يد النبيل تنزل إلى مستوى ملاعبة القلم وهي التي
دأبت على ملاعبة السيف وملامسة جسد المرأة. ولنا في طرفة بن العبد وخاله خير دليل
على ذلك. فالرواية تؤكد أنهما كلفا راعي غنم بقراءة الرسالة التي كانا يحملانها
إلى حاكم البحرين والتي يطلب فيها الملك جز رأسيهما. هذا لا يعني أن الشاعرين
الكبيرين كانا أميين ولكنه يعني ترفعهما عن الكتابة التي كانت من اختصاص طبقة
اجتماعية أقل منهما شأنا. ولعل ما جاء في محاورة فيدروس لأفلاطون من تنقيص من شأن
الكتابة يكفينا في هذا الباب. يتوجه سقراط لفيدروس باللوم لأنه كان يخبأ تحت معطفه
كراسا كان قد سطر فيه محاضرة لفيلسوف من أثينا. عاب سقراط على فيدروس كونه يعطي
أهمية للكتابة والتي هي قتل للكلام عوض أن يحتفظ بالمعرفة حية في رأسه " فيما
حملت ورقة الباحث والفنان د. عاصم الباشا، إطلاله على مسيرته مع الحرف والتكوين وتراكيبه
الفنية جاء فيها : " في البدء لم تكن الكلمة . في البدء كانت الحركة ،
منذ سنوات ، طلب منّي الصديق الخطّاط المبدع منير الشعراني، أن أتعاون معه لنحت خطوطه.
، وكان قد سبق لي أن "شعرت" بكتلة وثقل الحرف. لكن الظروف لم تواتينا
لنحقّق ذلك التعاون لكلّ شيء في هذا الكون احتمال النحت، ولا أدري لماذا حًكم على
الخطّ العربي النبيل أن يقبع عند البعدين.أقيم في غرناطة ، بالقرب من قصور الحمراء
التي هي كتاب مشرّع ، إذ يطالعك التخطيط
شعرًا وأدعية في كل زواياها.خط منقوش بالجصّ، وعي مادة فقيرة تتوائم مع ضعف دولة
بني نصر وحبّها الادّعاء . لكن نفوره المحدود لا يجعل منه نحتًا نافرًا (ريلييف)
.الخطّاطون فقط، وربما فريق من عشّاق الخطّ أيضًا، يتوقّفون عند تشكيلية
(بلاستيكية) الحروف. بعض منها راقص وآخر ثابت راقد، وذلك يتهادى وهذا ينكمش بينما يلتمّ آخر.يقول
الشاعر السوري فرج بيرقدار في إحدى قصائده " في عشّ النون طيور لا تعرفها
"أليس ما ذكرت من حركات الكائن الحيّ ؟ ذلك الذي يشغل حيّزًا في الفضاء ؟من
هنا استجبت في الماضي لمحاولات متواضعة لأنني أحسست الحروف منحوتات، فصنعت حوالي
سنة 2000 " تكوين بالراء" من مادة الحديد ( هو الآن في مجموعة خاصة في
ألمانيا) ، وبعض الدراسات التي أسميتها " تحية لحرف السين" . الجدير
أن الندوة تستمر على مدار يومين وتواصل فعالياتها حتى يوم غد الأثنين7-4-2014 حيث
يشارك فيها أيضاً د. سعد الدين عبد
الحميد – السودان ، د. محمد المغراوي – المغرب، د. عبد الكريم السيد – فلسطين.




0 التعليقات:
إرسال تعليق