الأربعاء، 6 مارس 2013

لوحات ومدن لا تنسى

لوحات ومدن لا تنسى

كتبهامحمد الزبيري ، في 26 مارس 2006

لطالما سحرتني هذه الأزقة العتيقة بكل مافيها من روعة المكان وتوقف الزمان و طيبوبة سكان. هؤلاء البسطاء الذين لاتخفي ملامحهم شيئا, فكنت أجد متعة لاتوصف في رسم أجوائها المكتظة بالجمال الصادق, ومن تلك الدروب هذا الدرب الذي قضيت فيه اياما غير قليلة من حياتي,
مدينة القصر الكبير


هذه واحدة من المدن التي لاتنسى,ولا يمكن للمرء ان يمر بها دون ان تتملكه رغمة نسيان الزمان والانسياب اللذيد في سحر المكان..! انها مدينة شفشاون التي بهرني جمالها, وقضيت فيها أجمل سنتين من حياتي, متعبدا في محراب الجمال, وكان من نتائج هذا الوله بهذه المدينة الرائعة هذه اللوحة,فطالما جلست في هذا المكان الذي يجلس فيه هذا الشخص, الذي رسمته وانا الآن في قرارة نفسي اغبطه بل أحسده على هذا النعيم الأزلي الذي هو فيه , واتمنى لو ان الزمان يسمح وأعود لنفس المكان لأنعم بلحظات( التأمل السلطاني) من هذا المكان المشرف على مسرح الجمال.. هذه شفشاون وهذا أنا, حيث لا اريد أن أكون الاهناك ! ليث الزمان يسمح!!


من وحي فاس
عمل من سلسلة تلك الأعمال التي انجزتها في التسعينات والتي كنت أحاول من خلالها التوصل الى أعمال فنية ترضي العين العربية   التي تعودت على التشخيص, دون أن ابخس العنصر التشكيلي حقه, ودون أن احرم المتلقي المتمرس لذة التمتع بالشكل المجرد لذاته. وهذا اسلوب عندما يوفق فيه الفنان يأتي بأعمال ناجحة جدا,
فأنت عندما تجد نفسك أمام شلال هادر من الجمال كما ـ هو الأمر في مدينة فاس ـ لايسعك الا اللجوء الى اسلوب مماثل لاحتواء شحنة الابداع التي تتملكك, ولا يمكن لأسلوب تشخيصي او تجريدي ان يسعفك و يحتويها!
وفي مثل هذه الحالات اجدني استنجد بهذا الأسلوب للتنفيس على الروح من وطأة الجمال الخلاب !!



تلك مدينة تطوان, الحمامة البيضاء شمال المغرب, واحدة من المدن التي ما ان تطأ قدمك تراها حتى تشعر ان سهم حبها قد اخترق ذاكرتك, وان جمالها قد رسم وشمه على غلالة فؤادك, فلن تستطيع نسيانها بعد ذلك!
اتيتها طالبا للفن ,فوجدت لب المجمال يسري في ازقتها, كنفحة عطر اندلوسية التقطير..! وودجتني أتعقب نسماته بين دروبها ,كمن يطارد فراش الربيع البهيج الألوان!!
ومهما كان جمال وشفافية الألوان المائية التي انجزت بها هذه اللوحة وانا مأخوذ بسحرالجمال المتدفق حولي كصوفي منتشي بالفيض, فلم ولن استطيع الإ مساك بناصية الجمال المتعبد في محراب مدينة تطوان!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق