أبواب الشعراء
كتبهامحمد الزبيري ، في 26 مارس 2006
لوحة من سلسلة من
اللوحات التي فاق عددها الثلاثين, حاولت فيها الجمع بين النغمة اللونية
الساحرة , والكلمة الشاعرة, والدلالة الرمزية الغنية.فبعد أن حددت الموضوع الذي هو الباب), بما تحمله من معاني ودلالات ,الباب كرمز للدخول الى داخل الأشياء
ومكنوناتها,الباب كرمز للمنع والحدود, الباب كرمز للمغادرة والذهاب والخروج, الباب
كرمز للخضوع لصاحب المنزل, الباب كرمز للإمتثال لقوانين اهل الدار , الباب كرمز
تنتهي عنده حريتك اذا كان البيت غير بيتك وتبتدئ عنده حريتك اذا كان المنزل منزلك
, ثم الباب المفتوح كرمزللأمل أحيانا وكرمز للتيه والخوض في الأفق المشرع على
المجهول, والباب الموصدة كرمز لليأس وانسداد الآفاق.. الى غير ذلك من المعاني
والدلالات التي يمكن ان تستنبط من الباب كرمز مثقل بحمولاته الدلالية والسيميائية
بعد تحديد مجال
الإشتغال هذا بدأت في جمع النصوص الشعرية التي اشترطت فيها أن تكون كلمة الباب
مذكورة في مقطع من مقاطعها , وهكذا جمعت مايزيد على 350 مقطعا شعريا ذكرت به كلمة
(الباب) لأزيد من 150 شاعرا مغربيا سواء منهم الرواد او الشبان ,واشترطت أن
يكون النص الشعري منشورا سواء في ديوان أو جريدة,وقد تطلب ذلك مني قراءة وتمحيص
عشرات القصائد كي انتقي المقاطع الشعرية المطلوبة, ووظفت تلك النصوص فيما
يزيد على الخمسة والثلاثين لوحة نفذت كلها بأسلوب موحد يقف على البرزخ الماربين
التشخيص والتجريد,واشتغلت فيها ما يزيد على السبع سنوات, لكنها ويا للأسف لم تعرض
لحد الآن! واللوحة أعلاه واحدة من تلك اللوحات المنتمية الى هذه التجربة والتي
لازالت حبيسة مرسمي. فمنذ أربع سنوات او أو اكثر عندما نظم بيت الشعر بالمغرب احد
مهرجاناته الشعرية بنزهة حسان بالرباط خطرت لي فكرة السفر الى الرباط والإتصال
برئيس بيت الشعر لأجل تنظيم معرض لهذه اللوحات تحت اشرافه خصوصا وانها تهتم بالشعر
, وفي احدي الأمسيات الشعرية بنزهة حسان , وبينما كان الشاعر المصري الشهير محمد
عفيفي مطر يتحف الحاضرين باحدى قصائدة في الهواء الطلق,ورنات العود المصاحبة تزيد
الجو شاعرية, اقتربت من رئيس بيت الشعر الشاعر المغربي المعروف الدكتورمحمد
بنيس وطرحت علبه الفكرة ودون أن يكلف نفسه عناء رؤية لوحة من اللوحات اعتذر لي
بلباقته المعهودة بحجة أن علي الإتصال بمصطفى النيسابوري لأنه هو المسؤول عن
التشكيل في بيت الشعر, وان بيت الشعر يروم استقطاب فنانين عالميين من خا رج المغرب
وان علي القدوم الى مدينة الدار البيضاء.. ففهمت المغزى وعدت مسرعا الى الحافلة
التي نقلتني الى الرباط لأغادرهذه المدينة قبل أن يتأخر الليل ويتوجب على الركض من
شارع لآخر بحثا عن فندق رخيص..! ومرت سنة أو سنتين, وتحت الحاح بعض الأصدقاء, وبعد
ما كنت قد صرفت النظر نهائيا عن عرض هذه اللوحات عدت للبحث مجددا عم سبيل لإخراجها
الى عالم النور, فخطرت لي فكرة أشبه بالأولى وهي الإتصال باتحاد كتاب المغرب
لتنظيم معرضي بالشراكة معهم, لم لا وكل لوحة بها اسمين او اكثر لشعراء مغاربة هم
اعضاء في الإتحاد ؟ وبشق النفس التقيت برئيس الإتحاد السيد حسن نجمي وهو
شاعرغني عن التعريف, فعرضت عليه فكرة تنظيم المعرض بمناسبة اليوم العالمي للشعر,
وقد ابدى اعجابه باللوحات وترحيبه بالفكرة وطلب مني ان اترك له رقم هاتفي ليتصل بي
بعد أن يتم تحديد قاعة العرض, ..ومرت الأيام بل ومرت السنين وذهب حسن نجمي عن
رئاسة الإتحاد ومرت أيام عالمية للشعر ولا اتصال




0 التعليقات:
إرسال تعليق