الخميس، 7 مارس 2013

احتراق بزبد البحار!


احتراق بزبد البحار!

كتبهامحمد الزبيري ، في 29 مارس 2006

الجرح يعلم الموال!

التشكيل هو ذاتي هو كياني, أما الشعر بالنسبة لي فليس سوى خرطوم هواء أتنفس من خلاله عندما لا يسمح لا الزمان ولا المكان بطقوس الرسم, فلديالعشرات من القصائدالتي كتبتها وأنا على متن قطار أو حافلة أو حتى في مكتب العمل. حيث أجدني أحيانا تحت ضغط هائل, ورغبة جامحة في الرسم لا تقاوم, ونظرا لأن الظروف لا تسمح بنشر الأقمشة والأوراق والألوان في أي مكان, افتقد رحابة الألوان و فساحة الأشكال و.. فأضطرللجوء إلى ورقة وقلم وكلمات ذات حمولات شعرية معبرة, أفرغ من خلالها تلك الطاقة وأتخلص من ذلك الضغط الغريب الذي تمارسه علي البيئة المحيطة. وقد سبق لي أن نشرتبعض تلك القصائد في احدي الجرائد المغربية المشهورة, كنت أنشرها مكتوبة بخط يدي, مصحوبة برسوماتي. و جمعتها في ديوان أسميته (غصة الصمت) غير أن الظروف لم تسمح  بنشره لحد الآن!



لطالما كانت الجراح باعثة على التغني بل والتباكي بألم هذا الجسد المثخن بالجراح! والألمالمبرح اليوم في الجسد العربي  ينطق الأخرس!!

احتراق بزبد البحار



تشكيل وشعر: محمد الزبيري

أما من كابح لتوالد الكوابس
في هذا الجسد المترهل؟
فوضى المخاوف المتدفقة
تكتسح ساحة الأماني,
وسماء الأفق الغربي مثقلة
بضروب من دخان وأحزان..!
ووجوه سديمية الأطماع,
تخندقت في كياني!
تختزلني في صحراء جائعة,
وحزمة أفواه فاغرة خرساء!
هل تسمر الزمان العربي
في بؤرة الأوجاع؟
هل فقدت عجلة مستقبلنا قوة الإقلاع؟
فلا وجهة مشرقة نضج صبحها,
ولا ستار صارم
يضرب بيني وبين مذلة الإخضاع!
فقط رحابة صمت مطلق,
تخترقني فيه لحظات ضياع,
وتطلعات عصيبة,
غاص تفاؤلها في مستنقع الخذلان!
حدقت مليا في ظلي
سليل النكبات..
ذاك اللاهث وراء العابرين في نشوة,
على سجل النسيان,
فلم يسعفني بصري ولا بصيرتي.
لقد جرفتهما سطوة الإيهام..
لما صعقني حرص الدخيل على لعق فرحي
وعزوف ظلي عن مداواة جرحي!
حتى وإن غرستم جموح هذا النور البازغ
في صدر ليلي الجبار
سأحترق بزبد كل البحار,
ولن أهرع إلى تسلية النهار!
ولن أتفاءل بانفلات برهة إمتاع
ناجمة عن سهو الأقدار.
فلا مغزى لزاوية الحسم
وهي فارغة من معارج الانتصار!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق