السبت، 9 مارس 2013

المغربيان: إبراهيم الحجري ومحمد الزبيري يفوزان بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي




كتبهامحمد الزبيري ، في 24 فبراير 2012 



المغربيان: إبراهيم الحجري ومحمد الزبيري يفوزان بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي



بمقر دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة سجل الإبداع المغربي حضورا متميزا، وسبقا نوعيا مشرفا للأبداع المغربي، متمثلا في الفوز بالرتبة الأولى والثانية لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي. التي تنظمها وتشرف عليها إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام.
فقد فاز بالرتبة الأولى المبدع المغربي الكاتب إبراهيم الحجري عن بحثه المعنون ب: (المفهومية في الفن التشكيلي العربي ـ تجارب ورؤى). وفاز بالرتبة الثانية التشكيلي والباحث المغربي محمد الزبيري عن بحثه الذي يحمل عنون: (المفاهيمية في التشكيل العربي مخاوف وآمال). كما آلت الجائزة الثالثة للباحث السعودي سامي جريدي عن بحثه المعنون ب:(المفاهيمية في الفن التشكيلي السعودي). بينما أوصت لجنة التحكيم  بطيع بحث المصرية الدكتورة هبة عزت الهواري الذي يحمل عنوان: (المفاهيمية في التشكيل المصري ـ بين تأثيرات الحراك الاجتماعي وإرهاصات الثورة).
ويوم الأربعاء 15 فبراير 2012، وفي إطار فعاليات ندوة “المفاهيمية في التشكيل العربي” التي تنظمها الدائرة عشية تتويج الفائزين الثلاثة، أكد السيد عبد الله العويس رئيس الدائرة أن الجائزة في تعاقب دوراتها، تروم اكتشاف أسماء بحثية عربية متمكنة من أدواتها النقدية الكفيلة بجعل الإبداع النقدي يسير موازيا للإبداع التشكيلي العربي بمختلف مشاربه. مبرزا أهمية هذه الجائزة ال لكونها الوحيدة على صعيد العالم العربي التي تعنى بالنقد التشكيلي العربي. كما تم الإعلان عن موضوع الدورة الخامسة التي تبتدئ من تاريخه، والتي اختير لها عنوان: (الإقتناء الفني العربي)..


بعد ذلك بدأت أشغال الجلسة الأولى للندوة التي ترأستها الدكتورة ريم وجدي من مصر، ليكون أول المشاركين فيها الباحث: ابراهيم الحجري الذي قدم في مطلع ورقته الإطار النظري للنهج المفاهيمي الذي أتى نتيجة تحولات كبرى عاشها الإنسان؛ معددا العوامل الذاتية والموضوعية التي قادت مسيرة الفن نحو أفق المفاهيمية. فالفنان حسب اعتقاد الباحث الحجري، هو بطبيعته شخص شديد الحساسية نحو محيطه والعالم، وقد وهبه الله قدرة على التقاط نبض هذا المحيط وإمكانية تجسيد خلجاته؛ مشددا على الأهمية التي تكتسيها ثقافة الفنان ومخزونه المعرفي في هذا المجال..

أما ورقة الدكتور عبد الكريم السيد من فلسطين فقد أتت تطبيقية بملامستها أفق المفاهيمية، من خلال التركيز على تجربة الفنان الإمارتي حسن شريف. حيث استعرض الباحث مجموعة من الأعمال الفنية التي تؤرخ لمختلف تحولات المنجز التشكيلي عند هذا الفنان؛ ملقيا الضوء على مسار تجربته الهامة المستمرة مند مطلع السبعينات، والمارة عبر مرحلة الكاريكاتور وما بعدها ـ إن صح التعبير ـ، قبل أن ترسو تجربته على شاطئ المفاهيمية. إذ أصبح حسن شريف ـ حسب الباحث ـ نموذجا يحتدى  ليس في الإمارات فقط، ولكن في الخليج العربي والمنطقة ككل. حيث كان الرائد في هذا الميدان. ليلاحظ الدكتور السيد أن الفنان حسن شريف قد بدأ بالصباغة وانتهى إليها ..

وفي ختام الجلسة قدم  إلتشكيلي المغربي محمد الزبيري ورقته البحثية التي رصد من خلالها الظروف المفارقة التي اكتنفت وصول المفاهيمية إلى الوطن العربي، وكيف تفاعل البعض مع تياراتها دون شروط موضوعية أوخلفيات معرفية. ليستعرض بعض التجارب المفاهيمية من مختلف أرجاء الوطن العربي، متوقفا عند تيمة (الكرسي) عند بعض الفنانين العرب، وعلاقة ذلك بالربيع العربي، متسائلا: هل المفاهيمية عندنا اقتناع أم إدعان إم استسهال؟ ليضيف أنه ليس ضد التجريب في الميدان المفاهيمي أو غيره من التيارات الحديثة، ولكنه يخشى أن يضيع الفنان الجاد وسط ركام المفاهيمية، أو نستسلم  تباعا لبريقها الزائف، وعندما نلتفت للوراء لن نجد إلا بضعة أسطر كتبت هنا أو هناك، عن فن مفاهيمي (عربي). لأن معظم الأعمال المفاهيمية أنية وزائلة بطبيعتها، بينما نحن في العالم العربي لازلنا بحاجة إلى مراكمة أعمال فنية ذات استمرارية (متحفية). لأنالفنان الغربي عندما قادته ظروفه إلى شاطئ المفاهيمية كان يتكئ إلى تجارب وتراث فني هائل.

أما الجلسة الثانية للندوة  المنعقدة يوم الخميس 15 فبراير والتي ترأسها الفنان السوداني الدكتور حسين جمعان، فقد تحدثت خلالها الفنانة الإماراتية ابتسام عبد العزيز، لستعرضت تجربتها الفنية المبتدئة مند سنة 1999. حيث قالت إنها لم تلبث أن أدركت أن اللوحة ذات الحامل لا تستجيب لطموحاتها فانتقلت لضفة المفاهيمية، لما تتيحه من مجال واسع للتعبر بمختلف الوسائط، بما في ذلك جسد الفنانة؛ مستعرضة جملة من الصور المختلفة لبعض أعمالها المفاهيمية  التي حاولت من خلالها فتح حوار مع المتلقي..

بعد ذلك تناول الكلمة الفنان اللبناني الدكتور فيصل سلطان، الذي افتتح ورقته البحثية باستعراض مسيرة الفن المفاهيمي التي ابتدأت من المانيا، متأثرة ببعض النظريات الفلسفية الجديدة. مما جعل الفن يتجه نحو الذات لاستخراج مكنوناتها؛ متخطيا كل الحواجز التي تقف في طريق الفنان. مشيرا إلى الدور الذي لعبه التوثيق في توجيه دفة الفن إلى صعيد الصورة التلفزيونية التي أصبحت بعد (11سبتمبر) مهيمنة؛ فاتجهت المفاهيمية إلى استغلالها. ليستعرض بعد ذلك مجموعة من أعماله التي تصب في نهر المفاهيمية.
أما الباحث السعودي سامي جريدي الفائز بالمرتبة الثالثة، فبعد ما ذكر بالمراحل التي قطعها الفن التشكيلي السعودي وإن كان قد بدأ متأخرا بالنسبة لبعض البلدان العربية، لكنه في بعده المفاهيمي لم ينطلق من فراغ. ليرصد في ورقته البحثية قلق الخطاب في الفن المفاهيمي السعودي، الذي لا زال باحثا عن ذاته وسط ركام المفاهيمية. ملاحظا ان الأعمال المفاهيمية السعودية، تحت ضغط مجموعة من العوامل المختلفة، باتت تهرب من الواقع، وتصب في قناة تجعلها صعبة الإدراك. معتبرا أن تحقيق الفنان السعودي عبد الناصر غارم لأعلى سعر في مزاد دار (كريستير دبي) يبشر باحتلال الفن السعودي للمرتبة اللائقة به .

بقلم: محمد الزبيري

0 التعليقات:

إرسال تعليق